• 2020-04-01

لماذا كورونا؟

وردٌ وأزهار

عندما تقود سيارتك وفجأة تأتيك إشارة ربط الحزام فتنتبه إلى هذا الأمر وتربط الحزام، ثم تأتيك إشارة أخرى عن مقدار السرعة على الشارع فتخفض من سرعة السيارة لأنك كنت مسرعًا وتسير بقية طريقك ملتزمًا بقواعد المرور ثم فجأة تبصر كاميرا قد علقت على أحد أعمدة الإنارة تراقب الشاعر فتحمد الله تعالى أنك التزمت بقوانين المرور من ربط للحزام والسير بالسرعة المحددة قبل أن تُصوِّرك الكاميرا!
ثم يأخذك التفكير أن تلك الإشارات ما هي إلا مُنبهات أعادت لك صوابك وحفظتك من الحوادث والمخالفات، ثم تُقرر في نفسك أن هذا السلوك هو الذي يجب أن أسير عليه في كل الشوارع مهما كنتُ مُستعجلًا أو مشغولًا.
والآن لو تأملنا الواقع الذي نعيشه اليوم لاكتشفنا أن جائحة كورونا التي أصابت العالم بأسره ما هي إلا مُنبه كبير لجميع الناس بأشكالهم وأديانهم وطوائفهم أنهم قد ابتعدوا وانحرفوا عن الطريق المستقيم، فقد تفشى الظلم في العالم بصوره الكثيرة التي نسمعها ونراها ونعيشها جميعًا.
هذا المرض المنتشر جاء ليذكر الناس جميعًا أن ارجعوا إلى ربكم و أتمروا بأوامره فقد ابتعدتم كثيرًا عن منهج الله عز وجل بل أن هناك بلدانًا كثيرة قد كفرت بالخالق سبحانه وتعالى، وهناك من تمادوا في طغيانهم وجبروتهم حتى وصل بهم الحال إلى تحدي الجبار العظيم أن يوقف نهضتهم وتقدمهم.
فيروس صغير قلب الموازين ودق ناقوس الخطر وأحدث صدمة لدى الناس كافة خاصة المسلمين الذي يؤمنون تمام الإيمان أن الابتعاد عن منهج الله عز وجل يؤدي إلى الهلكة والعذاب وربما الخلود في نار جهنم.
فيروس كورونا جاء ليعيد الوعي وينبه الناس من الغفلة التي عاشوا فيها طوال السنوات الماضية ، كورونا جاء لينقذ الناس من المصير المحتوم إن هم استمروا في غيهم وظلمهم للأبرياء، فيروس كورونا يعيد للناس رشدهم ويذكرهم إن للكون إله مهيمن قادر وهو رحمن رحيم..
فهل سيرجع المسلمون وغيرهم إلى ما أمرهم ربهم به؟